عندما يكون الحج فخاً.
قاسم سلمان العبودي ||
دأبت السلطات السعودية ( المتأسلمة ) بملاحقة رجال الفكر والكلمة من الذين لا يهادنون حكام نجد والحجاز بما يضمرون من حقد على المسلمين ممن يخالفون الرأي الوهابي المتطرف . فذاك المعارض السعودي جمال خاشقجي الذي دخل سفارة بلاده في تركيا ماشياً على الأقدام ، وخرج منها مقطعاً بالمنشار ومعبأ بحقائب دبلوماسية سعودية . فقد عملت السلطات السعودية على ادراج كل ناشط إعلامي او سياسي على قائمة الاتهام ، وليس ببعيد أعتقال الاعلامية المصرية رانيا العسال أثناء أدائها مناسك العمرة ولمدة زادت على الستة أشهر .
اليوم عادت مرة أخرى السلطات السعودية باعتقال حاجين عراقيين هما الحاج وليد الشريفي ، والحاج عماد المسافر المحلل السياسي العراقي لا لسبب سوى أن الحاجين قد قاموا بالدعاء للحشد الشعبي ، و النصر لفلسطين على العدو الصهيوني . مرة أخرى تثبت السلطات السعودية أن الفكر الوهابي المتطرف هو من يقود حكام ذلك البلد الذي أرسل أكثر من خمسة آلاف أنتحاري تم تفجير أجسادهم النتنة في شوارع بغداد وكربلاء والموصل والنجف وغيرها من المدن العراقية . وقد تم التغاضي عن تلك الأفعال الشنيعة تحت مسمى ( الحضن العربي ) وعودة العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض وبضغط أمريكي كبير من أجل أن تنفذ المملكة بعض المخططات الامريكية بغطاء تجاري أستثماري .
أن جريمة أعتقال الحجاج العراقيين يجب أن لا تمر مرور الكرام و يجب على الحكومة العراقية متمثلة بوزارة الخارجية وهيئة الحج والعمرة بأن تقوم بما عليها للحفاظ على سلامة المواطنين الذاهبين إلى اداء مناسك الحج وأن لا تكون هذه الشعيرة فخاً للأقتصاص ممن يخالفون الفكر الديني المتطرف لحكام السعودية . مما تقدم نرى الآتي :
لقد آن الأوان أن تستبعد المملكة من أدارة الحج ، وأن تناط أدارة هذه الشعيرة المقدسة الى أدارة أسلامية دولية ، وتشكيل لجان متخصصة من البلدان الإسلامية الأخرى من أجل أن لا تفرض السعودية سطوتها على القادمين لأداء مناسك الحج .
أن ما يجري من حملة أعتقالات سعودية لحجاج بيت الله الحرام هو مقدمة واضحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي بات واضحاً للقاصي والداني ، وأن تكميم الافواه الاعلامية وأسكات صوت الفكر الحر يتماهى مع ما ينوي حكام المملكة من القيام به في مسألة التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني .
أن سياسة الرياض تجاه حجاج بيت الله الحرام تُرسم من قبل أجهزة المخابرات الغربية بجعل موسم الحج فخاً لأصحاب الفكر الحر ممن يعري سياسات المملكة التعسفية ، وعليه يجب على الدول أن تحافظ على رعاياها الذاهبين الى الحج بأخذ مواثيق دولية من حكام نجد والحجاز بعدم التعرض للحجيج تحت اي سبب كان ، لأن الحجيج ضيوف الرحمن وليسوا ضيوف آل سعود .
ارسال التعليق