كيف تواجه واشنطن توسع نفوذ إيران في المنطقة؟
بين واشنطن وطهران.. تزداد حدة التوتر ويرتفع سقف التهديدات مع كل حركة جديدة تقوم بها إحدى الدولتين.
إيران تجري تجارب لصواريخ بالستية في إطار مساعيها لأن تكون واحدة من الدول التي تدفع باستعراض التسلح الرائج هذه الأيام أي خطر قد يهددها مستقبلاً، فيما تصر واشنطن على احتكار هذا الدور لنفسها ولدول صديقة تدعمها.
ضمن هذا المسعى، تقوم طهران أيضاً بتوسيع نفوذها العسكري عبر دعم الفصائل المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهو ما يزعج كثيراً دول الخليج العربي "الطفل المدلل" لدى واشنطن.
وترى دول الخليج في طهران الخطر الذي يتسلل ببطء شديد نحوها ويهدد أمنها الذي قد يضيع في أي لحظة يتحول فيه هذا الخطر إلى وباء يحاصر عافية انظمتها ويصعب التخلص منه بسهولة.
إيران اكبر راعية للإرهاب في العالم!
اما الولايات المتحدة فتتهم طهران منذ فترة طويلة بكونها أكبر راعية للإرهاب في العالم وتقول إنها تدعم صراعات في سوريا والعراق واليمن وتساند جماعات مثل حزب الله حليفها في لبنان.
وتشاطر السعودية حليفتها واشنطن بأن طهران تتدخل في شؤون دول المنطقة، وبينها البحرين ولبنان وسوريا، حيث تدعم إيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تقدم السعودية الدعم إلى جماعات مسلحة مناهضة لهذا النظام.
وتجد الرياض في إدارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من "التدخلات الإيرانية" في دول المنطقة، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الإدارة اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ إجراءات بحقها.
وسط هذا الضجيج، يحاول المسؤولون الأمريكيون أن يكونوا اكثر حذراً وهم يستثمرون تدخلاتهم في الخلافات الإيرانية السعودية للخروج بنتائج تضمن للسعودية الراحة التي تبحث عنها إزاء مخاوف الخطر الإيراني، وتحقيق مصالح واشنطن.
حزب الله جديد في لبنان
لكن تطمينات الإدارة الأمريكية بدأت تنساب دون توقف على الرياض، ففي زيارته الأخيرة إلى السعودية، اكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، "عودة الروح للحلف التاريخي بين الرياض وواشنطن بعيد تسلم دونالد ترامب الرئاسة" في مواجهة إيران ونشاطاتها التي "تزعزع استقرار" المنطقة، على حد وصفه.
وصرح ماتيس خلال هذه الزيارة بأن: "علينا منع ايران من زعزعة استقرار" اليمن وانشاء "ميليشيا جديدة على غرار حزب الله" في لبنان.
أمريكا وإيران في أسوء اتفاق
أما التجارب الصاروخية التي تحاول طهران تحميلها برسائل عديدة لدول العالم، فتقابل في كل مرة بعقوبات جديدة تفرضها واشنطن، وآخرها العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب
ا أرفضها رفضا قاطعا كدعاية مضللة يجري شنها ضد إيران ودورها في المنطقة".
إيران ترفض اتهامات واشنطن
وتبدي إيران رفضاً شديداَ لاتهامات الولايات المتحدة بأنها "المُصدر الرئيسي للإرهاب" واتهمت في الوقت ذاته السعودية بدعمها للإرهاب وأن أمريكا توفر لها غطاءً كافياً لذلك.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله: "تتعمد بعض الدول وفي مقدمتها أمريكا تجاهل المصدر الرئيسي للإرهاب التكفيري الوهابي والتشدد."
ويشير قاسمي في تصريحاته إلى الجماعات الإسلامية المتشددة والفكر الوهابي المتبع رسميا في السعودية.
وتتبادل إيران والسعودية الاتهامات بدعم الإرهاب. والعلاقات بينهما مشحونة إذ تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الصراعات باليمن والعراق وسوريا.
وقال قاسمي "المغالطة في الإشارة إلى الجذور والموارد المالية والفكرية للإرهاب هي السبب الرئيسي في إخفاق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب."
ارسال التعليق