محكمة غراب..!

محكمة غراب..!


تختلف القصص في سرد سلوكيات الغراب، هذا الطائر المحافظ على عناوين وسمات، لا زالت ملاصقة له في الغموض والحيلة والتركيز والذكاء، ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان، هي “محاكم الغربان”، وفيها تحاكم جماعة الغربان أي فرد يخرج على نظامها، حسب قوانين العدالة الفطرية، التي وضعها الله سبحانه لها.
يعد الغراب بطل بعض الروايات والأساطير، التي تتناولها الشعوب والمجتمعات الإنسانية، حيث انتقلت عبر الأجيال، أحاديث وحكايات ذات أهمية ثقافية وتاريخية، وتظهر سلوكيات الغراب الإبداعية والاستثنائية، من خلال لعبه أدوار عديدة، مميزا من بين الكثير من الحيوانات، مضافا إلى ذلك شكله ولونه القاتم.
ارتبط طائر الغراب بالموت والهلاك، وخاصة في معارك الجيوش، حيث تقتات الغربان على جثث الجنود، وبما إن الموت من أكبر المعضلات في الحياة البشرية، وكل ما ارتبط بهذا الموضوع يحمل نذير شؤم، لذلك أصبح هذا الطائر مصاحب للقدر النحس، ومرشدا للخراب والموت والزوال.
اخرج الغراب لنا هذه المرة قصة جديدة، مفادها ازالت العلم الإسرائيلي من ساريته وتمزيقه وإلقائه على الأرض، بعث الله لنا غرابا يعلمنا درسا وربما نبوءة سابقة، لا يعتقد فيها فقط من يحمل العداء والمعارضة لدولة إسرائيل، وإنما بعض المفكرين والسياسيين اليهود أنفسهم، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق باراك”على مر التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، والدولة العبرية الصهيونية الحالية في عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن”.
رعب الزوال والانهيار، مفهوم يحدد مسألة ضرورية لعملية فكرية ثابتة، تتفق في مجال واحد ومدلول، إن دولة إسرائيل زائلة، وان كان بقرار صادر من محكمة الغراب الأسود، فهي بالتالي تعد من أكثر محاكم الأرض عدلا، ولا يمكن العبث بنتائجها مهما كانت الأسباب، ولهذا تم إصدار الحكم، في تلك المحكمة بتمزيق العلم!!..

ارسال التعليق