وفاء الطالب لأستاذه.. وقصتي مع أستاذي

وفاء الطالب لأستاذه.. وقصتي مع أستاذي

فرج الخزاعي

الوفاء من الصفات النبيلة التي تجسد عمق العلاقة بين الطالب وأستاذه، وهي قيمة إنسانية سامية تتجذر في أعماق ثقافتنا العربية والإسلامية. فالأستاذ هو القدوة والمرشد والمثل الأعلى وصاحب الفضل الأول، وهو من يزرع في نفوس الطلاب بذور العلم والمعرفة، ويوجههم نحو طريق الخير والفضيلة. ولذا فمن الطبيعي أن يبادل الطالب أستاذه بالوفاء والاحترام والتقدير وحفظ المكانة والمنزلة وعدم الغدر به أو الوشاية عليه.

في عام 1998 وعند زيارتي لقضاء الرفاعي مسقط رأسي ومدينة صباي,  وكنت حينها معاوناً لمدرسة الجماهير الأبتدائية الواقعة في حي أور التابع لمدينة الناصرية, وكنت أسير مع أحد أصدقائي فتذكرت معلمي ومديري في المرحلة الأبتدائية الأستاذ عادل خضير عباس, فسألتُ صديقي عنه , فرد عليٌ بالحال: هل تريد أن تراه؟؟ قلت بلى وبلهفة !! قال تعال معي وتوجهنا صوب( علوة الخضرة) في وسط مدينة الرفاعي وياليتني لم أذهب!!!

فقد وجدت معلمي ومديري وقدوتي الى الآن وهو جالس على صندوق الطماطة الفارغة وبدل أن يتغنى بأحد قصائد اللغة العربية راح يصيح وبأعلى صوته ( هذا الأسود, هاي الحمرة ,هذا الفلفل ) عندها شعرت بدوار في رأسي, ولم أتمالك نفسي فقد سالت دموعي على وجنتي حزناً وبلا وعي وأنا أرى مديري بهذا الحال بعد أن طرده نظام البعث من التعليم بتهمة تبعيته الأيرانية كونه من الكورد الفيلية.

وبعد السلام والتعارف طلب مبني الجلوس الى جانبه , لكني رفضت ذلك وقلت له أني أشعر الآن وكأني أقف أمام السبورة وأنت تطلب مني حل تمارين القواعد فكيف لي أن أضع كتف لكتف معك يا استاذي !!

وبعد حين من الوقت ودعته وأنا اشعر بالأنكسار وانا ارى مديري وقدوتي وهو بهذه الحالة المأساوية  ومع هذا لكني لم أرى على وجهة أي من أمارات الهزيمة أو الأنكسار وهكذا هم الكبار..!!!

اليوم ونحن نعيش هذا العصر كم من طالب أوفى لأستاذه ؟؟

وكم طالب جافى أستاذه؟؟

بل كم طالب غدر بأستاذه !!

لكن مهما حصل سيبقى الأستاذ أستاذاً مهما حاول الحاقدون .

ارسال التعليق