كرار يلعب بالنار !
كرار يلعب بالنار !
حســــين الــــزيدي
مازال الغموض يسود مستقبل نجم المنتخب الوطني كرار جاسم بعد قرار " تجميده " من قبل إدارة نادي الاستقلال الإيراني الذي يحترف في صفوفه جراء حادثة المشادة الكلامية التي دارت بينه وبين زميل أخر في الفريق ، ولم يشفع لكرار مستواه المتميز والصورة الطيبة التي ظهر عليها مع أسود الرافدين في المباريات الدولية فضلاً عن تألقه مع ناديه في الدوري الإيراني سيما وأنه صاحب أغلى العقود بين اللاعبين المحترفين ، كل هذه الأمور لم تثنِ إدارة النادي من إنهاء موسمه مع الفريق وتوقيفه فسارعت إلى اتخاذ هذا القرار من باب الضبط والانضباط دون النظر إلى الحاجة الماسة لخدماته وما سيقدمه لفريقه بعيداً عن لغة الشفافية بخصم مرتبه أو فرض عقوبات مالية أو انضباطية .
القضية برمتها ستنعكس سلباً على سمعة اللاعب العراقي المعروف بانضباطه وحـُـسن تصرفه فضلاً عن قابلياته وقدراته الفنية مع الاعتراف بطبيعة التعامل غير اللائق من قبل الأندية الإيرانية بالنسبة للاعبينا الذين عضـّـوا أصابع الندم على خوضهم تجربة اللعب في الدوري الإيراني ، لكن هذا الأمر قطعاً لا يدعو إلى الوقوف إلى جانب كرار وتصرفه المرفوض شكلاً ومضموماً وآثار تلك التصرفات الصبيانية الطائشة التي لا يحبذها أحد .
كان من المفترض التعامل مع الموقف بعقل احترافي وبأسلوب متحضر بعيداً عن العصبية والتعالي كما أنه من غير المنطقي أن يفتعل اللاعب الأزمات وإثارة المشاكل حتى ينهي ارتباطه مع النادي الذي يحترف فيه نتيجة لرغبة أندية أخرى بانضمامه لها وتقديمها عروضاً مالية كبيرة في محاولة لاستقطابه أليها على الرغم من معرفتها بارتباطه القانوني مع ناديه حتى نهاية الموسم ورفض إدارة النادي الاستغناء عن خدماته .
ضعف الثقافة والتفكير الضيـّق قد يؤدي باللاعب إلى الهاوية فالاحتراف والنجومية ليست باستلام الرواتب الخيالية أو رضوخ الأندية للمطالب التعجيزية بل بدماثة الأخلاق والتواضع والبساطة وحُسن التعامل مع الزملاء والإدارات والجماهير أما الغرور فسيقود صاحبه إلى الفشل .
نجاح كرار جاسم هو نجاح للجميع فالرجل يمر بظروف غير طبيعية قد تحرق سريعاً أوراق اعتماده التي قدمها على صعيد المنتخبات والأندية التي مثلها وقد تأخذ كثيراً من عطاءه كونه طاقة وثروة مهمة وكبيرة يجب المحافظة عليها وهو بحاجة إلى النصيحة والإرشاد والكثير من التوازن .
أمنياتنا أن يعي هذا النجم الواعد بأنه مازال في بداية الطريق وأن لا نحتاج إلى وضع شارة القيادة في ذراعه لعله يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وكما فعل المدرب أكرم سلمان مع اللاعب يونس محمود وكيف غير كثيراً من تصرفاته وعصبيته ونرجسيته العالية بالرغم من آثار تلك الفعلة المدوية لغاية اللحظة بعد أن أصلح فـرداً وأزعج أفــراداً ..؟!!
ارسال التعليق