ضــربة بوش وبداية الحــِصار على 1991/1/18 ضــربة بوش وبداية الحــِصار على عراقنا وثلاث علب نيدو ! في ليلة الــ 18 من شهر كانون الثاني والتي كانت بداية العدوان الأمريكي "الصديق" على عراقنا العظيم ، لا اتذكر منها سوى ليل ٌ مظلم وبرد ٌ قــارص وجوع ٌ مخيف واب وام يحتضنونني بنظرات ٍ دافئه وعيون ٍ تتلألأ فيها دموع ٌ حيرى اتذكر صرخـاتي وانا لم ابلغ عامي َ الثالث بعد .. أتذكر ُ بـقايـا ألــ "نـيـدو" بلهفه سارعت أمي لإقتنائه ِ قبل فوات الاوان كان حدسُها ينبؤها بأن القادم اسوء .. فجـائتني ببعض الحلوى التي لا زلت استشعر طعمها إلى اليوم كـانت ليلة مُرعبه .. فلم يسمع ذلك الطفل ذي الاعوام الثلاث بصوت الصواريخ من قبل لم يــُهدء غضب تلك الليله إلا بصرخة طفل ... نعم .. صرخة ُ طفل شائت الاقدار ان يكون بُكائه ِ أنيسنا في تلك الليله .. نعم .. فقد جاء مولود ٌ جديد إلى العائله .. إنه ُ اخي انمار .. بوقت ٍ تزامن مع مجئ صواريخ بوش اللعين .. جاء انمار ليشق طريقه ُ في الحياة ويشاركنا تلك الليله تلك الليله .. التي لا اتذكر منها شئ ! فذاكرتي لم تنضج بعد ! إلا انني كلما انظر إلى عيني امي وابي أقرأ مـا قرأتم .. وتبدأ مُخيلتي بنسج الحروف إبتداءا ً بتلك الليله ســُلب حقي !! فكنت استشعر الظــُلم في كل وقت وانا اتذكر حديث امي عن ثلاث علب نيدو هي كل بقي لطفولتي من العراق ليمتص مني اجمل سنين العمر منتهكا ً كل حق ٍ لطفل ٍ ليس لشئ إلا لأنه العراق تحكم بأمرهِ لعين ... من هناك كانت المعاناة . قبل ان انسى فأنمار لم يتذوق طعم النيدو