رجالٌ من نتاج عاشوراء
عاشوراء تعود من جديد بذكراها الزمانية، لتتواصل في مدار السنين والايام، وتبقى تعيش في نفوس من ذاب عشقاً في حب قائدها الحسين الشهيد "عليه السلام" في كل زمان ومكان.
كربلاء المكان وعاشوراء الزمان، نبض يغذي جسد الامة المحمدية، بمعاني وتجسيد وآلام، حفظت للإسلام قوته وبقائه، رغم التحديات والمخططات .
ومع هذه الذكرى العظيمة نحتاج الى وقفة مع النفس ومراجعة للذات، كأفراد نتشرف بأن ننتسب للمدرسة الولائية، هذه المراجعة تتركز في مدى تأثير الملحمة العاشورائية، في تطبيقنا وعملنا وواقعنا، وهل ان ما ننشده من تطبيق هو ضرب من الخيال لا يمكن تحقيقة، ام ان إظهاره امر لا يحتاج الا ارادة وأيمان بالقضية.
لذا فأننا حين نعتبر الامر خيالياً وغير قابل للتطبيق، نكون مجانبين للحقيقة، وبعيدين عن تجارب الواقع الحق، فكم سمعنا عن تضحيات اصحاب الحسين "عليه السلام" وكم انبهرنا بتلك الشيبة الكبيرة والشباب الرافض لزينة الحياة الدنيا، وهم يدفعون بأرواحهم الاذى عن سيد الشهداء "عليه السلام" وكنا نتصور خاطئين ان بعض ما يذكر هو من باب المبالغة والتهويل.
الا ان ما واجهه العراق، من سيل يأجوج ومأجوج هذا الزمان، دواعش الموت والدمار، وما عاثوا في الارض من فساد واهدار، وسيل دماء الابرار، التي سالت من شمال العراق حتى الفاو، وتدارك المرجعية الدينية لهجمة التتار وبني سفيان، افرز تجربة تستحق الوقوف والتأمل والاعتبار.
فما سطره الحشد الشعبي في سواتر العز والكرامة والتضحية، من صور برهنت بالدليل القاطع ان بطولات علي الاكبر وحبيب بن مظاهر وزهير بن القين، حقيقة واقعة لا تقبل التشكيك، وأن احفادهم وتلاميذ مدرسة الطف، أستوعبوا الدرس، ليؤكدوا لكل منصف، ان مدرسة الحسين العاشورائية، وما تبعها من مسيرة زينب الكبرى "عليها السلام"، تفوقت بشكل كبير، وقدمت أجيالاً تعشق الشهادة، وتتسابق الى المنايا، لتستمر بهم الحياة، وتصان الاعراض، وتبقى المقدسات سالمة والدين محفوظاً .
ارسال التعليق