يحدثنا التأريخ عن الدولة الفاطمية التي حكمت مصر وكان لها أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل عام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت فيها المكتبات لكن الامر لم يدم حتى اخذ صلاح الدين علي عاتقه تحويل مصر إلي المذهب السني ، فأتبع سياسة الازاحة و الإحلال ، إزاحة المذهب الشيعي و إحلال المذهب السني مكانه وفي أيامه الأولي في الحكم، أمر صلاح الدين بإلغاء أصول المذهب الشيعي في العبادات كما قام بمنع صلاة الجمعة في الجامع الأزهر و جامع الحاكم. و استمر هذا المنع مائة عام حتي أعاد الظاهر بيبرس فتح جامع الأزهر سنة عام 1266 م. و حذف صلاح الدين النقش الديني علي العملة المتداولة عبارة ” عليٌ ولي الله”. و أطلق الألسنة التي تشكك في نسب الفاطميين لآل البيت إضافة الى اعمال القتل والتشريد لمن تمسكوا بالتشيع .. عاشت مصر على هذا الحال مع تعاقب حكامها فكلٌ منهم قد بنى حكمه على دماء الشيعه حتى وصل الحكم الى الإخوان المسلمين الذين كانوا يعيشون معاناة خلال حكم السادات وعبد الناصر وحتى في حكم مبارك لم يختلف الاخوان عن سابقيهم بل زادوا سوءاً بعد تعرضهم من خلال الاعلام بهجمات شرسه على اتباع اهل البيت ع وتكفيرهم تاره وإباحة دمائهم تارةً أخرى وعلى مرأى ومسمع من كل العالم وبمباركة الرئيس المصري محمد مرسي والذي ذكر مرة ً التشيع بقوله .. "أن التشيع اخطر من اليهود على الامة " واستمرت مثل هكذا تصريحات وكذلك الجرائم ولعل آخر جرائهم هو الاعتداء السافر على احد اهم مشايخ الازهر وقتله وهو الشيخ حسن شحاته الرجل الذي اعتنق التشيع بعد قناعه تامه وحسب قوله ان رأى الرسول في المنام وامره بذلك كما ان الشيخ شحاته يعرف وحتى من قبل عقلاء السنه بحسن خلقه وايمانه القوي .. لا اعتقد ان الامر سيتوقف هنا فالمتابع لحركة الاخوان السلفيه ومثيلتها الوهابيه يرى انهم يتعطشون لدماء اتباع آل الرسول ص وربما القادم سيكون اكبر واكثر سفكاً للدماء في المقابل فهنالك تساؤل يطرح هل هذه الافعال ستساعد في انتشار التشيع في مصر !! ام ان هذه الافعال ستمتد لدول اخرى ! فترة من الظلم والبؤس تعرض لها شيعة مصر حالهم كحال اخوتهم في مختلف البلدان فيما التزم ويلتزم العالم الصمت تجاه هذه الانتهاكات الوقحه بحق الانسان الذي اختار العيش حراً بإتباع دين محمد وفق النهج الصحيح وهو نهج عليٍ عليه السلام وابناؤه الكرام