مقطع من كتاب أسير السجون والمهاجر الى النور؛ بين الغيبة والسجون..

مقطع من كتاب أسير السجون والمهاجر الى النور؛ بين الغيبة والسجون..

ان في سجن الامام الكاظم حقائق مغيبة بحاجة الى تفسير وعلامات استفهام تحتاج الى من يجيب عليها حيث ان الامام المعصوم في الامة بمثابة الخيمة الحامية لها وهو حبل الله المتين كما ذكر الامام علي في النهج وهو العروة الوثقى ويمثل الامام ايضا رحمة الله على ارضه ,لكن السؤال ماهي الاسباب التي جعلت الله يرفع هذه النعمة وهذه الرحمة ويغيبها ,ومن مدخل سجن الامام الكاظم يمكن ان نجعلها بوابة الى غيبة امامنا الحجة بن الحسن عليه السلام والكثير من الاسئلة المبهمة التي سجنت مع الامام وتحتاج من يفك قيودها
ومن هذه الاسئلة:
لماذا غيب الله سبحانه وتعالى امام بعض من الازمنة كزمان الامام الكاظم عليه السلام وزماننا وهو زمان غيبة الحجة بن الحسن
لهذا الامر عدة اسباب :
اولا: اذا تسلط حاكم ذلك الزمان وزاد في قسوته على الامة غاب امام ذلك الزمان
ثانياً:اذا كان عدد المؤمنين اقل من 313 غاب امام ذلك الزمان
ثالثاً:اذا كان امام ذلك الزمان قد تعرض الى ظلم كبير وحتى من اهل بيته اختفى امام ذلك الزمان
رابعاً:اذا كان اهل ذلك الزمان وصلوا الى درجة يستحقون بها عذاب شديد وان الله وعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأن أمة محمد لا ينزل عليهم عذاب شديد فأن عذابهم يتحمله امام زمان ذلك الوقت
علاوة على امتحان الامة ليميز الله الصادق من الكاذب
وكما يقول الامام الكاظم عليه السلام لتغربلن ولتغربلن
فأن الامتحان يكون ملازم للامام وملاصق له طوال حياته
والسؤال الاخر هو كيف كانت حياة الامام وهو في غيبة السجون ان الاجابة عن هذا السؤال سوف يكشف لنا بعض من ملامح حياة امامنا الحجة عليه السلام
كانت حياة الامام الكاظم عليه السلام في السجن وكما ذكرت في الروايات
حياة تسودها الظلم والحزن والالم والمعانات بكل صورها حيث تشاهد السلاسل والقيود التي كان الامام مقيد بها حتى يذكر ان اثارها كانت ظاهرة وواضحة على جسده الشريف اضافة الى ان هذه السلاسل قد اكلت اجزاء من جسده فقد كانت ثقيلة جداً لا يستطيع انسان ان يتحمل ثقلها
والان يمكن ان نربط بين سلاسل الامام الكاظم وسلاسل الامام الحجة بن الحسن عليه السلام حيث ان سلاسل امام زماننا الان هي ذنوب شيعته تجعله مقيد وترض جسده وعظامه وتؤذي قلبه وتجعله يبكي دماً من تلك الذنوب التي نحن لا نشعر بثقلها لكن امام زمان كل امة يحسس بذنوب شيعته وبذنوب الناس جميعاً لانه امامهم والمسؤول عليهم
ومن صور معاناته ايضاً والجميل وما قراءته في الروايات ان السجانين كانوا يقومون بالغناء في داخل السجن ويحضرون جواري للغناء كل ذلك من اجل ايذاء الامام ومن اجل تسميعه الحرام
وهنا ايضاً يوجد نقطة تشابه فنحن نشاهد الان كثرة الغناء في الشوارع في البيوت في الاجهزة الحديثة في السيارات وكل مكان الا تخجلون لو ان امامكم قد مر يوماً من جانبكم وانتم تستمعون الى الغناء لماذا نحاول ان نأذي قلبه
ومن صور الايذاء للامام الكاظم في سجنه عليه السلام هو سبه وشتمه والاستهانه به وبمقامه وعظمته ولو القينا نظرة على زماننا هذا لوجنا الكثير من اتباع صاحب الزمان وليس من المخالفين من يسبه ويشتمه ماذا تريد ان يفعل لك الامام صدق انه يستغفر لك ويسأل الله ان يتوب عليك لانك جاهل في مقام امامك وعظمته والجاهل لا يؤاخذ بما يقول من منطق
هذه بعض من معاناته عليه السلام وبالحقيقة تحتاج الى مجلد بكامله وليس مقطع صغير نتحدث فيه عن هذا الامر
وما جاء في الروايات ان الامام الكاظم عليه السلام كان يقضي جل وقته في العبادة والذكر وكان دائما يقول اللهي لطالما سألتك ان تفرغني لعبادتك وقد فعلت
ولنختم بكلام ماذا نستفيد من قضية سجن الامام الكاظم عليه السلام وحتى لانقع في نفس الخطأ الذي وقعوا فيه الشيعة في ذلك الوقت وتركوا امامهم يموت في سجن غيبته
التاريخ ذكر للاجيال حتى تستفيد من اخطأ الماضين لاصلاح الحاضر
ماهي الامور التي ننقذ فيها امام زماننا
اولاً: ان لانظلم بعضنا البعض لان دولته دولة عدل لا ظلم فيها
ثانياً: علينا ان نبني دولة مهدوي قائماً في انفسنا
ثالثاً:علينا ان لا ننشغل بطلب العلم فقط ونحن بعيدون عن الامام بل يجب ان يكون علمنا هو الممهد لظهوره
رابعاً:ان لا ننسى الدعاء له بتعجيل الفرج
خامساً: ان تكون هناك سعي بكل جدية ورغبة في اخراج الامام من هذه الغيبة وتحريره وليس مجرد كلام وحسب

ارسال التعليق